الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير القرطبي المسمى بـ «الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان» **
مثل الفلق لأنها إحدى المعوذتين. و" {قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس} قوله تعالى{قل أعوذ برب الناس} أي مالكهم ومصلح أمورهم. وإنما ذكر أنه رب الناس، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين: أحدهما: لأن الناس معظمون؛ فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا. الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم. وإنما قال{ملك الناس إله الناس} لأن في الناس ملوكا يذكر أنه ملكهم. وفي الناس من يعبد غيره، فذكر أنه إلههم ومعبودهم، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه، دون الملوك والعظماء. {من شر الوسواس الخناس} يعني: من شر الشيطان. والمعنى: من شر ذي الوسواس؛ فحذف المضاف؛ قال الفراء: وهو بفتح الواو) عنى الاسم؛ أي الموسوس. وبكسر الواو المصدر؛ يعني الوسوسة. وكذا الزلزال والزلزال. والوسوسة: حديث النفس. يقال: وسوست إليهم نفسه وسوسة ووسوسة بكسر الواو. ويقال لهمس الصائد والكلاب وأصوات الحلي: وسواس. وقال ذو الرمة: وقال الأعشى: وقيل: إن الوسواس الخناس ابن لإبليس، جاء به إلى حواء، ووضعه بين يديها وقال: اكفليه. فجاء آدم عليه السلام فقال: ما هذا (يا حواء) قالت: جاء عدونا بهذا وقال لي: اكفليه. فقال: ألم أقل لك لا تطيعيه في شيء، هو الذي غرنا حتى وقعنا في المعصية؟ وعمد إلى الولد فقطعه أربعة أرباع، وعلق كل ربع على شجرة، غيظا له؛ فجاء إبليس فقال: يا حواء، أين ابني؟ فأخبرته بما صنع به آدم عليه السلام فقال: يا خناس، فحيي فأجابه. فجاء به إلى حواء وقال: اكفليه؛ فجاء آدم عليه السلام فحرقه بالنار، وذر رماده في البحر؛ فجاء إبليس (عليه اللعنة) فقال: يا حواء، أين ابني؟ فأخبرته بفعل آدم إياه؛ فذهب إلى البحر، فقال: يا خناس، فحيي فأجابه. فجاء به إلى حواء الثالثة، وقال: أكفليه. فنظر؛ إليه آدم، فذبحه وشواه، وأكلاه جميعا. فجاء إبليس فسألها فأخبرته (حواء). فقال: يا خناس، فحيي فأجابه (فجاء به) من جوف آدم وحواء. فقال إبليس: هذا الذي أردت، وهذا مسكنك في صدر ولد آدم؛ فهو ملتقم قلب آدم ما دام غافلا يوسوس، فإذا ذكر الله لفظ قلبه وانخنس. ذكر هذا الخبر الترمذي الحكيم في نوادر الأصول بإسناد عن وهب بن منبه. وما أظنه يصح، والله تعالى أعلم. ووصف بالخناس لأنه كثير الاختفاء؛ ومنه قوله تعالى الدحس: الإفساد. و وقد روى ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى{الوسواس الخناس} وجهين: أحدهما: أنه الراجع بالوسوسة عن الهدى. الثاني: أنه الخارج بالوسوسة من اليقين. {الذي يوسوس في صدور الناس} قال مقاتل: إن الشيطان في صورة خنزير، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، سلطه الله على ذلك؛ فذلك قوله تعالى{الذي يوسوس في صدور الناس}". وفي الصحيح" عن النبي صلى الله عليه وسلم: وروى شهر بن حوشب عن أبي ثعلبة الخشني قال: سألت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته، يداه في يديه، ورجلاه في رجليه، ومشاعبه في جسده؛ غير أن له خطما كخطم الكلب، فإذا ذكر الله خنس ونكس، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه. فعلى ما وصف أبو ثعلبة، أنه متشعب في الجسد؛ أي في كل عضو منه شعبة. وروي عن عبدالرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال - وقد كبر سنه - : ما أمنت الزنى، وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده! فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد، وهذا معنى قول مقاتل. ووسوسته: هو الدعاء لطاعته بكلام خفي، يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع صوت. {من الجنة والناس} أخبر أن الموسوس قد يكون من الناس. قال الحسن: هما شيطانان؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية. وقال قتادة: إن من الجن شياطين، وإن من الإنس شياطين؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن. وروي عن أبي ذر أنه قال لرجل: هل تعوذت بالله من شياطين الإنس؟ فقال: أو من الإنس شياطين؟ قال: نعم؛ لقوله تعالى مساعدة بشأن بعض الأسماء من أجل الاستفادة القصوى من قدرة البحث في القواميس، فقد تم حذف {الفراغ} بعد كلمة {عبد} إذا كان يتلوها اسم من أسماء الله تعالى، فعند {النقر} مرتين على أحد من هذه الأسماء بالطريقة الجديدة، يجري بحث القواميس عن الاسم بكامله مثال: عبدالله، وذلك لا يمكن بوجود الفراغ بعد {عبد}). وهذا الاصطلاح أنسب كذلك وأكثر جدوى بشأن البحث العادي. عبد الله: انظر: عبدالله عبد الأعلى: انظر: عبدالأعلى عبد الإله: انظر: عبدالإله عبد الباسط: انظر: عبدالباسط عبد البر: انظر: عبدالبر عبد الجبار: انظر: عبدالجبار عبد الحليم: انظر: عبدالحليم عبد ربه: انظر: عبدربه عبد الرحيم: انظر: عبدالرحيم عبد الرزاق: انظر: عبدالرزاق عبد الحكم: انظر: عبدالحكم عبد الحميد: انظر: عبدالحميد عبد الحق: انظر: عبدالحق عبد الرحمن: انظر: عبدالرحمن عبد السلام: انظر: عبدالسلام عبد العال: انظر: عبدالعال عبد العزيز: انظر: عبدالعزيز عبد العظيم: انظر: عبدالعظيم عبد الغني: انظر: عبدالغني عبد القادر: انظر: عبدالقادر عبد الكبير: انظر: عبدالكبير عبد الكريم: انظر: عبدالكريم عبد اللطيف: انظر: عبداللطيف عبد المطلب: انظر: عبدالمطلب عبد الملك: انظر: عبدالملك عبد المجيد: انظر: عبدالمجيد عبد المؤمن: انظر: عبدالمؤمن عبد الواحد: انظر: عبدالواحد عبد الوارث: انظر: عبدالوارث عبد الوهاب: انظر: عبدالوهاب عبيد الله: انظر: عبيدالله انتهى الكتاب بحمد الله سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. ربنا عاملنا بلطفك ورحمتك ما أبقيتنا، وتعطف علينا في عرصات الآخرة يا خير مأمول، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، آمين.
|